مغربية الصحراء الشرقية

خدام العرش الأوفياء
----------------------------------------
-
بقلم وتقديم :
-------------
عبد ربه المعترف بالعجز والتقصير والراجي عفو ربه الشريف:
--------------------------------------------------------
- عضو ممتاز لمجلس الشرفاء العلويين وأبناء عمومتهم بالمغرب والخارج
- باحث إسلامي
- رئيس جمعية الأمان والخدمات الاجتماعية
- مكون في الأمن الخاص المدني /الاسعافات الأولية / ومكافحة الحرائق
----------------------------------------------------------------
*** أ. محمد عبد الفتاح لحلو " الفاسي الهاشمي المري القرشي العدناني"
الصحراء الشرقية" مغربية وسكانها مغاربة
----------------------------------------------------
*** في رسالة حملت عنوان "أسئلة الوجود المضطرب" كشف الباحث المغربي "المختار العيرج" مغربية الصحراء الشرقية ، معززا كلامه بمستندات تنشر للمرة الأولى في وسائل الإعلام المغربي وفيما، يلي نص الرسالة وصور شمسية للمستندات التاريخية :
----------------------------------

*** في سنة 1975 طردت الجزائر أزيد من 40 الف مغربي كانوا مقيمين على التراب الجزائري، و تزامن الإبعاد بتلك الطرق الفظة مع استرجاع المغرب لصحرائه بذلك الشكل الحضاري الملفت..فربط الكثير من الناس بين الحدثين لاسيما و ان بعض الأجانب من الصحفيين و السياسيين الذين عايشو الحدث و جمعتهم الظروف في ذلك الوقت بالرئيس الجزائري بومدين نقلوا حالة الهيجان التي كان فيها الرجل و هو يرى العلم المغربي يرفرف فوق سماء العيون و الصحراء المغربية المسترجعة... لكن سبق لي أن نبهت في مناسبات سابقة إلى السبب المباشر لطرد هؤلاء المغاربة يعود إلى زيارة قام بها بومدين للعبادلة بولاية بشار سنة 1974، ففي لقائه بأعيان قبيلة دوي منيع الموزعة بين المغرب و الجزائر أقسم بومدين لهم بأغلظ الأيمان ان يعيد جمع شتات القبيلة في أقرب الأجال..و كان بومدين يعني بالجمع ترحيل أجزاء قبيلة دوي منيع المستقرة بالمغرب نحو ولاية بشار باعتبارها أرض دوي منيع إلى جانب ممتلكاتهم بتافيلالت .
-
*** طرد المغاربة ال 40 ألفا و لم يتحقق لبومدين هذا التمني، و بعد سنوات من إعادة إدماج المطرودين من الجزائر أسسوا جمعية تطالب بممتلكاتهم و حقوقهم المصادرة بالجزائر... لكن قضية دوي منيع و قبائل الصحراء الشرقية الأخرى لم تثر على الرغم من ان الدولة المغربية في السنة الأولى من الإستقلال خصت هؤلاء السكان بهيكل إداري يلم شملهم و يسير شأنهم الاداري تحت اسم " قيادة دوي منيع " .
*** فمن هم المنحدرون من الصحراء الشرقية الذين يستقرون اليوم بالمغرب، و كيف حدث لهم و ما ظروف تشتتهم بين المغرب و الجزائر و هل هم مغاربة أم جزائريون ؟
*** ظلت قبائل الصحراء الشرقية و على الأخص دوي منيع و أولاد جرير و لعمور تتنقل من المناطق الشرقية أي من العين الصفراء و بشار و القنادسة و العبادلة إلى تافيلالت ، بل إن دوي منيع كانت تجمع بين استغلال مصب نهر كير بالعبادلة في حرث الزرع و الرعي في هذه المنطقة الشاسعة ( من العين الصفراء و إلى تافيلالت ) و جني ثمار نخيلها بتافيلالت أي أن فترات السنة كانت موزعة بين العبادلة و الحمادة و تافيلالت ( انظر أطروحة المؤرخ الأمريكي دان روس : المجتمع و المقاومة في الجنوب الشرقي المغربي) و بذلك يتضح ان السكان ظلوا على ارتباط وثيق بتافيلالت و أهلها .. و إذا كانت مغربية السكان لاغبار عليها و لم تكن مصدر تساؤل في المملكة فإنها في الجزائر ظلت مصدر لبس و استفهام، ففي لقاء بومدين بأعيان قبيلة دوي منيع بالعبادلة، المشار إليه سابقا، طرح الرئيس السؤال الوجودي المحير : هل دوي منيع مغاربة أم جزائريون ؟ و كان جواب أحد شيوخ، و هو الجواب الذي يجيب به أي منيعي في حالة هذا السؤال : إن دوي منيع تتوارث أبا عن جد عبارة تقول : " تافيلالت أمنا و كير أبونا " . إنه الزواج على الطريقة الكاثوليكية بين تافيلالت و كير، و بصيغة أخرى بين دوي منيع و المملكة أو الملكية بلفظ أدق .
-
*** ظل موضوع السكان المقيمين بالمملكة محيرا بالنسبة للنخبة المثقفة الحاملة لهم ( من الهم ) الناس و وضعية التشتت و ما ترتب عليها من مشاكل متعددة، منها على وجه الخصوص :
--------------------------------------------------------------------
1 - حالة التبعثر بين دولتين في عداء دائم، و ما قد يترتب عن وضعية مماثلة من تعاملات بعض المسؤولين في إقليمي الرشيدية و فجيج من " شبهات " لا لشيء سوى أن لهذا أب هناك او ام أو أخ ..و حين يشتد الصراع يحس السكان بضغط نفسي و احساس بالدونية و تأويلات – خاطئة او مصيبة – لبعض القرارات الإدارية... فالرسوب في مباراة تتعلق بالمناصب الأمنية او السلطوية غالبا ما يبرر بوضعية السكان و حالة التشرذم.. على الرغم من ان لقبيلة دوي منيع عدد هام من الجنود الذين ساهموا بشجاعة و وطنية عالية في الدفاع عن الوحدة الترابية.. و على الرغم من ان أفراد هذه القبيلة – مدنيين و عسكريين – هم من اعتقل الرئيس حسني مبارك و لمين زروال في حادثة المروحية بعين الشواطر...
2 - طبع التردد و التناقض تعامل النخبة مع هذا الملف و هذه الوضعية، و ظلت المقالات التي تنشر بين الفينة و الأخرى تتسم بالتخبط، فتارة تكون المطالبة بالتعويض عن الممتلكات و تارة أخرى رفض رسم الحدود و تشتيت الاسر، و في حالات الإحجام عن الخوض في الامر على اعتبار انه من الملفات المسيجة بخطوط حمراء... و في أحسن الأحوال تأسيس جمعيات ذات طابع فلكلوري أو شبه ثقافي أو إقامة بعض المهراجانات تغلب عليها الفرجة و تتخللها ندوات في قضايا عامة...

و مرد ذلك قد يعود إلى حالة من تشتت النخبة و انشغالها بالمعيش اليومي و كذا لفهم بعض القائمين على الشأن العام للملف، أذكر ان مسؤولا سابقا عن الشؤون العامة بإقليم الرشيدية في لقاء معه حول أوضاع السكان العامة تحجج بعدد المسجلين في قرعة الحج و المنازل التي يسكنها السكان في الرشيدية...لكن هذا المسؤول لا يعلم ان مال الدنيا لا يمكنه أن يعوض ساعة من جلوس الإبن مع أبيه أو أمه او أخيه..

3 - أثيرت مرارا مسألة التعويض عن الممتلكات كمطالب فردية معزولة في مقالات معروف صاحبها، و منشورة باسمه، فهل وضعية السكان و طبيعة ملفهم سيحلها هذا القرار ؟ في أمر الممتلكات سأدرج اليوم وثيقة تاريخية تعود إلى سنة 1911 تحدد ممتلكات جزء من قبيلة دوي منيع و هي لفخضة أولاد الجابر من خمس أولاد بلكيز، الوثيقة كان الطرف المشرف عليها هو قائد هذه الفخذة في ذلك الوقت السيد لكبير ولد العيرج، و هو قائد يحمل ظهير الحسن الأول، الوثيقة عدلية و مترجمة ببشار تحدد ممتلكات هذه القسم من القبيلة بالعبادلة ( كير ) ندرجها كنموذج لمتلكات السكان التي صادرتها الجزائر، لكن وضعية السكان و مشاكلهم بعد الإستقلال و ما ترتب عنه من تشتيت هل سيكون التعويض حلا كافيا لملف متشعب و متفرع ؟

4 - إن أحوال الناس و أوضاعهم المرتبطة بقضايا الحدود و مشاكل الإستقلال و مسؤولية الإستعمار تقتضي التفكير في إطار يناقش الاوضاع و يفكر في المخارج و الحلول الآنية و المستقبلية .
-
----------------------------------------------------------------------------
-

تقديم خدام العرش الاوفياء
---------------------------------------------
الشريف : أ. محمد عبد الفتاح لحلو ( الشريف الحلو)